قلعة شيروانة هي أحد أهم الرموز التاريخية في العراق، شيّد القلعة القائد الكردي محمد باشا جاف من الحجر والجص، حيث بدأ في تشييدها في منتصف القرن التاسع عشر وتحديداً عام 1866، وانتهى عام 1874، وقد بناها لتكون مقراً خاصاً له، ومركزاً إدارياً لقبيلة الجاف، وقيل بُنيت لتكون داراً للاستراحة، والنزهة والصيد، وهي من أهم المعالم السياحية الهامة في المنطقة، يقصدها السّياح من جميع المحافظات ويزورها علماء الآثار والمنقبين من داخل العراق وخارجه.
موقع قلعة شيروانة
تقع قلعة شيروانة جنوب مدينة كلار بمسافة تقدر بنحو 126 كم جنوب محافظة السليمانية، وتفصيلاً هي واقعة على الطريق الواصل بين بغداد وحلبجة مروراً بجلولاء، ويمر هذا الطريق قبل الوصول إلى قلعة شيروانة بِقريتين هما قولاجو وشالنكر، وقد بنيت القلعة على تل بمحاذاة النهر الشهير سيروان؛ حيث يطل التل على النهر من الشرق، أما من الغرب فيُطِل على سهل شيروانة، ويمكن القول أن التل والقلعة يقعان على الطريق العام بين الجلولاء والسليمانية، ويمكن مشاهدتهما من بعيد.
خريطة قلعة شيروانة
تاريخ قلعة شيروانة
شُيّدت قلعة شيروانة على تلَّين أحدهما صناعي حديث يعود إلى الفترة الزمنية التي بنيت فيها القلعة، والثاني تل أثري كبير تنتشر عليه فخار تعود إلى العصور البابلية، والخورية، والآشورية، والإسلامية بما فيها العصور الأموية والعباسية، كما كشفت مياه الأمطار والحفريات عن وجود قطع أثرية تعود إلى عصور أخرى مثل الكاشية، والساسانية، وعثر على صخور بركانية تعود في الغالب إلى العصر الحجري الوسيط، وللقلعة تاريخ مشرق؛ حيث شهدت أحداثاً كثيرة إلى أن رحل عنها آخر من سكنها من أحفاد محمد باشا عام 1930، وقيل إنها لم تستخدم لأغراض عسكرية لأن آخر من سكنها هم عشيرة الجاف الذين لم يكن لهم قتال أو حرب مع عشائر أخرى.
أصل التسمية
شيروانة هو اسم قرية، واسم ناحية بقضاء كلار، ويقال أن أصل تسمية القلعة بهذا الاسم يعود إلى ملك انو شيروان، والذي كان يأتي للمنطقة ليمارس الصيد في موسمه، وقيل أيضاً أن معنى كلمة شيروانة عرين الأسد، وهناك بعض الأساطير التي تشير إلى حيوانات وحشية أخرى غير الأسد، وذهب البعض إلى أن اسم شيروانه مأخوذ من اسم شيره وان، ويعني المُدرّب أو مُربي الأسد، ويرتبط الاسم بجماعة عهدت إليهم مهمة تدريب أسود الشاه الذي كان مقره قريب من الموقع.
وصف قلعة شيروانة
تزدان قلعة شيروانة بالزخرفات والنقوش الرائعة والطراز الحديث الملفت للنظر في بنائها، والذي يتجلى في كثرة النوافذ والشرفات فيها، وتتألف قلعة شيروانة من طابقين، هي مستطيلة الشكل تبدو عند الدخول إليها كأنها مربعة، يقع مدخل قلعة شيروانة في الواجهة الجنوبية، ويتكون الطابق الأرضي فيها من غرف طويلة ووسطية إضاءتها قليلة، أما الطابق العلوي ففيه أربعة أواوين، كل إيوان منها يطل على جهة من الجهات الأربع.
أما سطح قلعة شيروانة فعليه بناء ثماني الأضلاع توجد في جدرانه فتحات تُطل على الخارج، ويحيط بها أربعة أبراج يحتل كل منهم زاوية من زواياها، وكل برج له شكل سباعي، كما يوجد في القلعة سرداب أو قبو كان يستخدم كسجن في ذلك الوقت، أما عن ارتفاع القلعة فيصل إلى ثمانية أمتار، في حين يصل ارتفاع الواجهة الجنوبية إلى 13.2 متراً، والجدير بالذكر أنه في عام 2003 تم إنشاء متحف في القلعة يتألف من نحو 400 قطعة أثرية اكتُشفت في منطقة كلار، كما يوجد فيه صور تاريخية تعود للحياة اليومية في المنطقة قديماً.