يمكن تعريف المتحف البغدادي على أنه المتحف الشعبي الكبير الذي يضم أغلبية معالم أشكال الحياة التي تصور طبيعية سُكان بغداد الأوائل، ويقع هذا المتحف في بغداد على ضفاف نهر دجلة بالقرب من منطقة شارع المتنبي وسوق السراي؛ بالقرب من المدرسة المستنصرية المعروفة تحديداً عند جسر الشهداء الذي يربط بين منطقة الكرخ والرصافة، ويعتبر المتحف من المباني القديمة الموجودة في مدينة بغداد وأصبح من أهم معالمها، إذ يحتوي على سوق ومطعم تجعله وجهة سياحية مميزة.
تاريخ بناء المتحف البغدادي
يؤكد البعض بأن تاريخ المتحف البغدادي يعود لتاريخ الدولة العثمانية التي حكمت المنطقة لسنوات عديدة، وقد كان المتحف البغدادي في ذلك الوقت عبارة عن مبنى تم إنشاؤه في عام 1869 ليكون مطبعة لولاية بغداد أثناء حكم الوالي العثماني مدحت باشا، ولقد تم إفتتاح نفس المبنى في عام 1970 كمتحف شعبي لمدينة بغداد، وترجع فكرة تحويل هذا المبنى إلى متحف شعبي إلى أمين بغداد الأسبق مدحت الحاج سيد، وقامت أمانة بغداد بالبدء بفكرة تنفيذ هذا المتحف في عام 1968 وتم افتتاحه بشكل رسمي في عام 1970 ميلادي.
شهد المتحف تطوير وتحديث بشكل مستمر ففي عام 1985، إذ تم إضافة الزقاق البغدادي للمتحف وفي عام 1989 شُيدت داخل المتحف بعض المرافق المهمة مثل السوق البغدادي والمطعم البغدادي، وقد عملت هذه المرافق على زيادة شعبية المتحف البغدادي وجعله من أهم الوجهات الترفيهية التي يقصدها سُكان مدينة بغداد، وجميع السُياح والزائرين لهذه المدينة.
خريطة المتحف البغدادي
محتويات المتحف البغدادي
يضم المتحف البغدادي العديد من المشاهد التي تم تجسيدها على شكل تماثيل من الشمع والتي تعمل على نقل نمط الحياة السائد لأهالي بغداد في قديم الزمان، وتضم هذه المشاهد جانب من حياة الناس العملي من خلال تجسيد بعض المهن والحرف اليدوية التي عمِل بها البغداديون في قديم الزمان، كما يضم مشاهد من الجانب الترفيهي للناس في ذلك الوقت، وبعض العادات والتقاليد المرتبطة بالزي والأعراس، وقد بلغ عدد المشاهد في المتحف البغدادي في بداية افتتاحه ما يُقارب 49 مشهداً، وفي عام 1985 تم إضافة 39 مشهد جديد، وفي الوقت الحاضر يضم المتحف 385 تمثالاً توزع على 77 مشهداً مختلفاً.
إضافة لذلك فإن المتحف البغدادي يضم مكتبة كبيرة تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب والمصادر التي وثقت الحكايات التراثية للعراقيين القدماء، كما يضم المتحف العديد من الصور واللوحات التي رُسمت على أيدي فنانين عراقيين.
بعض مشاهد المتحف البغدادي
مشهد مُبيض القدور
تظهر في هذا المشهد مهنة تبييض القدور التي كانت من المهن الشعبية السائدة في بغداد من أيام حكم الدولة العباسية، وكان المُبيض يقوم بعملية تنظيف القدور وتلميعها في دكاكين خاصة عن طريق الأرجل بالاستعانة بالرمل والحامض.
مشهد أبو الفرارات
هو مشهد يجسد بعض ألعاب الأطفال التي كانت موجودة في قديم الزمان، وتعتمد هذه اللعبة على الورق الملون الذي يتم تثبيته حتى يشبه المروحة الكهربائية.
مشهد زفة العريس
يجسد مشهد زفة العريس العادات والتقاليد السائدة للبغداديين في القدم، والتي تظهر من خلالها مراسم الزواج، والزفة البغدادية التي يتخللها الطبول، والمزامير، ووليمة العشاء، إضافةً لتفاصيل لبس العريس الذي كان على شكل عباءة فضفاضة.
مشهد الصفار
يمكن تعريف الصفار أنه لقب يطلق على النحّاس، ويجسد مشهد الصفار طريقة عمل النحّاس الذي كان يقوم قديماً بصناعة الأدوات والأواني المُستعملة بالطبخ والغسيل، كما يُظهر المشهد الأدوات التي كان يستعملها الصفار في ذلك الوقت والتي تعتمد على الأباريق والأواني.