باب نرجال هو واحد من أبواب سور مدينة نينوى الشمالي التاريخية القديمة، وقد قام العراقيون القدماء بتسميته بناءً على اسم أحد الآلهة التي يعبدها كل من الآشوريين والبابليين في بلاد الرافدين، وكان لهذا الإله معبد في مدينة كوثى وكان هو كبير كهنة هذا المعبد.
آثار باب نرجال
تميّز باب نرجال عبر التاريخ بمنحوتات لثورين مجنحين كبيرين يعتبران بمثابة الملاك الحارس لهذا الباب، والثور المجنح هو منحوتة قديمة رافدية لثور مجنح ويعرف أيضاً باسم شيدو لاماسو كما ورد في الكتابات الآشورية، وأصل كلمة لاماسو هو من اللغة السومرية لامو، وهي اسم مؤنث يستعمل لأنثى الجن تكون مهمتها حماية القصور والمدن ودور العبادة، أما الجن المذكر الحامي فكان يعرف باسم شيدو في اللغة الآشورية القديمة، وباسم آلاد لامو باللغة السومرية.
الكشف عن باب نرجال
تم الكشف عن هذا الباب من قبل هيئة التنقيب التي أوفدتها المديرية العامة للآثار في عام 1941، وتم ترميم واجهته الخارجية في عام 1956 وإعادتها إلى حالتها الأصلية، وتتألف البواب من مدخل يبلغ عرضه 7.8 متر وبرجين جانبيين، ويبلغ عرض كل من هذه الأبراج 20.7 متر ومساحة كل منهما 44 متر مربع، وقد تم تحويلهما بعد إعادة الإعمار والترميم إلى متاحف محلية لعرض مجموعة من نماذج الآثار الآشورية وصور لمخططات تاريخية، كما تم تشييد منطقة استراحة للزوار بالقرب من البوابة.
خلال أعمال الصيانة والحفر في موقع باب نرجال تم العثور على منشورين متشابهين من الطين مدون عليهما كتابة للملك سنحاريب الآشوري، حيث استخدمها لتخليد أعماله العمرانية في مدينة نينوى، مثل سور مدينة نينوى الذي يحتوي على 15 باب وأحدهما باب نرجال في الضلع الشمالي للسور.
بسبب أعمال التخريب الحاصلة في المنطقة تأثر الباب بشكل كبير، فقد تم تدمير كل من الثورين المجنحين، وقد واجه علماء الآثار صعوبة في إعادة تجميع القطع الأثرية المبعثرة في دهاليز المنطقة، وبعد ذلك قام علماء الآثار باكتشاف ثور مجنح جديد في إحدى الأنفاق الموجودة في منطقة تلة النبي يوسف، ومن المحتمل أن يكون هذا الثور المجنح أحد الثورين الخاصين ببوابة نرجال.